هل تعلن الأحرف والكلمات عصيانها على الكاتب؟ ما سبب ذلك؟

يوم كبقية الأيام مليءٍ بالمهام الضرورية، والمهام الكتابية التي أهرب من إنجازها وعدم الرغبة في إكمالها. قررت محاولة البدء من جديد والاستفادة من وقتي في المطبخ بالاستماع لبودكاست مفيد. وقعت عيني على بودكاست للزميلة دليلة رقاي بعنوان رحلة مدون في أعماق وردبريس مع الكاتب والمدون طارق الموصلي.

حديث الأستاذ طارق الموصلي عن المدونات وحبه الغير مشروط للمدونات ذكرني بحلمي في امتلاك مدونة والنشر على الإنترنت. لم أكن أعرف بوجود مدونات مجانية يمكن إنشاؤها بهذه السهولة.

والآن بعد امتلاكي مدونة أعجز عن الكتابة، ألم يصبح الحلم حقيقة؟ لكن لماذا هذا التسويف والتأخير؟

ربما الصورة التي وضعتها في مخيلتي مختلفة تماما عن الواقع، ربما الكتابة ليست ثوبي الذي أتزين به، بل أصبحت رداء ثقيلا يُقيدني.

أحاول أن تظهر كتاباتي بشكل مرتب خالٍ من الأخطاء، منسقة ومريحة للعين، مبنية على حقائق صحيحة، وصلت لدرجة التحري عن مصدر الكتاب الذي أعتبره مرجعا، حرصا على النقل الصحيح للمعلومات.

وفي تلك الدوامة نسيت هدفي الأول من إنشاء المدونة. الكتابة بكل بساطة ودون تكلف، الاستمتاع بالكتابة والغوص في بحر الأحرف والكلمات، وانتقاء الآلاف الكلمات التي لطالما حلمت بجمعها في موكب مهيب واحد، ونقلها للعالم من حولي.

الرد على التدوينات

أهلا مجددا.. لا بد من انقطاعي عند كتابة أي تدوينة لعشرات المرات، لا أبالغ حين أقول عشرات المرات. فهذا هو حال الأم الكاتبة التي تحاول كتابة أفكارها وتتعرض لمداهمات مفاجئة من أطفالها.

وبالحديث عن هذا الموضوع، قرأت قبل قليل تدوينة للملهمة دليلة بعنوان حين تجتمع العائلة يُطرح سؤال: هل من وظيفة هل من خاطب؟

بالفعل تستحق لقب ملهمة، فكلما تخطر علي بالي فكرة أحاول نقلها، أجد أمامي تدويناتها التي تمد لي يد العون وتسحبني إلى الضوء لتخبرني بأن كل الكُتّاب مروا بذلك، لا تتوقفي.

في فكرة جميلة تحدث عنها الأستاذ طارق عن زمن التدوين الجميل، كانوا كمجتمع صغير جمعهم حب الكتابة، وبإمكان الكاتب الرد على زميلة بتدوينة كاملة، وليس فقط بتعليق.

وأنا هنا أخصص هذا الجزء من التدوينة للرد على زميلتي دليلة

حين صرخ ذلك الصوت الصادق في داخلنا قلنا له اصمت، نعم نحن كذلك للأسف يا دليلة. ما الحجة التي سنواجه بها هذا الصوت الصادق الذي ألجمناه بقيود محكمة؟!

حاولت كتابة أعذارٍ حتى أواجه هذا الصوت، لكن حروفي ثقلت ولم أستطع رصّها لتكوّن جملة مفيدة واحدة. كأنها تُعلِن تأييدها للصوت الصادق، وتتمرد عليّ حتى أُعلن اعتذاري لها.

نعم يا دليلة.. لقد حملنا أثقال الوظيفة ومسؤوليات المنزل والأطفال، تسابقنا مع الزمن لتحقيق الاستقرار الوظيفي على حساب أنفسنا. تبا لهم! فليتحدثوا حتى تنتهي كلماتهم، ويجف بحر مقاراناتهم، فأنا وحدي من أقرر ما هو الأفضل لي ولعائلتي الصغيرة.

العمل الحر نعمة، والتدوين نعمة، ووجودي في عالم الكُتّاب نعمة. يذكرني ذلك بأول وعد قطعته على نفسي في أول تدوينة نشرتها بعنوان نقطة البداية.

أُعاهد نفسي على الكتابة، في القوة والضعف، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر، في الحزن والسعادة…
في كل وقت حتى تخرج موهبتي إلى النور..
مستعينتًا بالله أولًا،، ثم بقدراتي وعالم الكُتّاب من حولي..

ولتكن لي بصمة أُشاركها هذا العالم الفسيح..

انتهى.

الإعلان

5 رأي حول “هل تعلن الأحرف والكلمات عصيانها على الكاتب؟ ما سبب ذلك؟

  1. رائعة إبتهال، حقيقة الأم الكاتبة هي معركة وعليك الإنتصار فيها، ودائما أحدث نفسي ، بأن أعطي لأطفالي وفي المقابل نفسي التي يحب أن أراضيها بشيء قليل بالكتابة

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s